الحب والشهوة
عند بعض الناس الحب هو الشهوة بعينها..لأنهم يرون دائما أن حبهم للمرأة يتداعى ألى أشتهائها..ولأنهم يرون أن الحب والشهوة يلتقيان في لحظة الجنس,فيذوبان في سبيكة واحدة, وكأنهما معدن واحد ذو وجهين..كل وجة يقتضى الآخر بالضرورة.
ورأينا رجلا مثل فرويد يقول:بأن الحب يخرج من ينبوع الجنس, بل أنه عين ذلك الينبوع. والفكرة خاطئة وهناك التباس,,,, وقد نشأ الالتباس من هذه اللحظة التي يتداعى فيها حب الرجل للمرأة إلى الشهوة,,لحظه تذوب(بشد الواو) الحوافز وتتداخل الدوافع ويلتقى النزوع العاطفي بالنزوع الغريزي الحيواني,في ذلك العناق الملتهب الذي يهدف الى الانجاب والتكاثر.
ونرى ايضا أنه يمكن أن تشتعل الشهوة بدون حب, بل مع الكراهية أحيانا,واحيانا نرى الرجل يطلب إشباع شهوته بثمن, ونرى المرأة تزاول شهوتها بالحرفة,,وكلها أمور مستحيلة في حالة الحب,,فالحب لايشترى, ولايمكن أن يكون حرفة أو تجارة, ولايصح فيه التمثيل أو الادعاء,,ثم أن لحظة الشهوة تنسى بعد دقائق,على حين نرى ذكريات الحب تلازم صاحبها طوال سنوات عمره. والرجل الشهواني غير الرجل العاطفي,كل منهما طبيعة وشخصية ونمط, وإذا فهمنا هذا عرفنا لماذا يوجد الحب بلا شهوة, ولماذا توجد الشهوة في الكثير من الحالات بلا حب,,,ولماذا يشتعل الحب الشهوة في مرحلة من العلاقة الزوجية ثم يعود فيتخطاها إلى تعلق أكبر برغم فتور الشهوة وانطفائها.
والمرأة والرجل أمام موضوع الشهوة مختلفان ,,,
فالمرأة بحكم كونها وعاء النسل, تقدر الشهوة وتحرص عليها, وتهتم بها أكثر من الرجل, ويحزنها كثيراً بل يصدمها فتور الشهوة في العلاقة الزوجية..وهي دائما تفسر فتور هذه الشهوة بفتور الحب وأنه انحراف وخيانة وتتهم زوجها وتهدم بيتها بسبب هذه التصورات الخاطئة,,,, أما الرجل الناضج فهو أقل أحتفالا بالشهوة من المرأة وهو يستريح إلى فتور هذه الشهوة,ويرى أن هذا الفتور يحرر قلبه وعقله,ويساعده على تفريغ طاقاته لموضوعات أهم,,,